יום רביעי, 27 ביולי 2011

'بربور' – الحيّ الأعزل المنسيّ في عكا



ما تعكسه الصورة القاتمة عبر العينِ المجردة، يذهِلُ الناظر، ويكادُ لا يُصدّق ان ما يراهُ موجودٌ في مدينة عكا ذات التاريخ العريق. لكن أكثر ما يوجعُ في هذه المدينة انها تَحْمِلُ تفاوتًا عربيًا-عربيًا، فهُناك الساكنُ في قلبِ عكا، الذي يعيشُ ويعتاش من خيراتها، ويحتفظ ببناءٍ ورثه عن أبيه وأجداده أو بناءٍ اشتراهُ ويعيشُ فيه في هدأةِ بال، ووحدهم الفقراءُ في المدينة يصارعون عِلاتهم ومشاكلهم ويحاولون تحصيل المستطاع لكنْ...
واهلُ حي بربور او "بساتين الرمل" باسمه الاصلي لم يُسعفهم لا صمودهم الطويل ولا اللجوء إلى ادارات البلديات المتعاقبة في تحصيل أدنى الحقوق الانسانية، ولكنهم بسببِ ثقتهم بالغد لا يزالون يتمسكون بالأرضِ والطابو الذي بحوزتهم وبذكرياتٍ تراكمت على مدى الزمن.ويسكن في حي بربور 130 مواطنًا يعيشون في براكيات حديدية وابنية متنقلة، او اجزاء من بيوتها سقوفها مغطاة بالزينكو، وحصلوا بعد جهيد بالحصول على الكهرباء والماء، كما يدفعون الضرائب لبلدية عكا التي لا تصلهم منها سوى طواقمُ "مقاولي الأصوات" عندما تستعر حملة الانتخابات البلدية.وفي العام 2005 واجه اهلُ الحي مخططًا لتطوير المنطقة وتمرير سكة الحديد عكا-كرمئيل في جزء من أراضيهم، الأمر الذي جوبه بالرفض من قبل اعضاء الكنيست وشخصياتٍ اجتماعية وسُمِعَ صوتٌ من داخل بلدية عكا يعارضُ هذا المخطط، الذي جُمِدَ بسبب موجةِ الرفض الكبيرة.موسى أشقر: "وعد ابليس بالجنة"!مراسلة فرفش زارت حي بربور، وكان أول من التقتهم موسى أشقر وافراد عائلته. قال ابو محمد: "في هذه البقعة نعيشُ منذ سنين طويلة، أباؤُنا واجدادُنا عاشوا فترة الانتداب الانجليزي وحتى التركي، ونحتفظ في جعبتنا بالطابو، الذي يُثبت ملكيتنا لهذه الاراضي. في الحي 23 بيتًا، لو لم يتركه البعض بسببِ انعدام تراخيص العمار، لكُنا اليوم نزيد عن 50 بيتًا... ونحنُ فضّلنا البقاء هنا على الارض والاستقرار في اراضينا، لكن إلى ان نحصل على التراخيص "عيش يا كديش".



ويضيف ابو محمد: "لم نترك وسيلة ولا توسلات الا ووجهناها إلى بلدية عكا، لكنها الأخيرة لا تعترف بنا الا ايام الانتخابات. فعندها نصبح من اهم الاحياء في المدينة مع وعدٍ بأن نصبح الأفضل، وصباح الفوز بالانتخابات، نكتشف ان ما سمعناه ما هي إلا أضغاثُ أحلام".ويتابع أشقر "مؤخرًا، وبدعمٍ من الجمعيات المهتمة بتطوير عكا مثل جمعية الياطر وجمعية شاتيل حصلنا على بعض الخدمات واللفتات التي لم تأتِنا من طرف البلدية. وقد زارنا المهندس د. يوسف جبارين الذي وضع مخططًا سكنيًا عبارة عن خارطة هيكلية لبناء وتطوير الحي، بالتنسيق التام معنا، ولم يألُ جهدًا في زيارتنا واطلاعنا على كل صغيرة او كبيرة من تغييرات وتجديدات في هذا الموضوع... بينما لا يزال المخطط ينتظرُ موافقة من قبل لجان التنظيم وبلدية عكا ووزارة الداخلية لتنفيذه، والانتظار هُوَ سيدُ الموقف هنا".حديقة عامة للأطفالخدمةٌ لا تُنسى قدمتها جمعية شتيل قبل حوالي سنة لأهل الحي، حيث انشأت لهم حديقة عامة، ليست غنّاء، لكنها افضل من لا شيء... فيها بعضُ المقاعِد، وأرجوحة للأطفال وسحاسيل، وتحوّلت من مجردِ حديقة إلى مجالس انس في ساعات العصاري واوائل الليل. الأطفالِ بهذا الحدث لا توصَفْ، لكنها جزءٌ بسيط مما يحتاجُهُ أيُ طفلٍ في هذا الحي.
ومؤخرًا دخلت لجنة الأربعين -المهتمة بقضايا القرى غير المعترف بها، إلى حي بربور ونصبت مرمىً لكرة القدم يلهو أطفال الحي فيه، لكن المحزن أنّ الأشواك كست الحدائق "الغنّاء" واستغلت الأفاعي هذه الحدائق لتسرح وتمرح بِها في الصيف الحار. الطفلة حسنة أشقر، في الصف الثامن الابتدائي تجيب عن سؤال مراسلة فرفش حول قضاء عطلة الصيف فتجيب: "نلعب انا واخوتي ورفاقنا في الحي، كنا نستغل الحديقة في ساعات العصاري المنعشة، لكن اليوم وفي عز الحر لا نغادر بيوتنا"، "كنتُ أتمنى ان يكون لدي حاسوب، اطالع من خلاله الجديد، واتصفح الانترنت، وأن ألعب كبقية زميلاتي... كلنا هنا نلعب بين الاوساخ والنفايات أو نتوجه إلى نهر النعامين الملوث، بينما زميلاتي يقضينَ وقتهن بالتمتع بشاطئ عكا"."لا خدمات في الأفق القريب"وتعقيبًا على هذا التقرير قال أسامة غزاوي نائب رئيس بلدية عكا حول وضع الحي الفقير، الذي ما زال يعاني كالتالي: "عقدنا اربعُ جلسات في وزارة الاسكان من أجل انهاء تخطيط الحي، وهذه مرحلة تحضيرية قد تستغرق بعض الوقت لكنها ستغير شكل الحي تمامًا".وحول إدخال بعض التحسينات في الحي حتى إنتهاء مشروع التخطيط قال غزاوي: "لا داعي لإحداث تغيير، سيزال مرة اخرى مع العمل وفق مشروعنا المدروس القادم".

אין תגובות:

הוסף רשומת תגובה